كلمات من جحر القلم "أنا إنساني إذا أنا عظيم "
إن الانسان الذي لم يتكبد الأحزان والمعاناة ولم يمل ويكره هذه الحياة هو انسان فاشل ، يتجلى هذا الفشل في كون صاحبه لم يتذوق طعم المرارة ليحس بعظمة الفرح والبسمة على الخدود، ولكن الملاحظ كثيرا خاصة في هذا الزمان هو أن أغلب بني البشر يتصنعون الابتسامات ليخفوا خوفهم الشديد من الوقوع في كنف الحزن، وهذا سبب كاف ليعيشوا على عدم الاستقرار، سواء في حياتهم العملية أو النفسية، وهذه الأخيرة هي المخزن العظيم لطبيعة الانسان سواء أكانت الطبيعة قاسية حزينة أو مرحة ومفرحة، لكن العظيم في الأمر كون وجود الطابع القاسي والمحزن في الانسان يجعل صاحبه انسانا عظيما يعرف أن الحياة مريرة جدا ومدقع عيشها وفي نفس الوقت يجعل من يحيطون به أناس أقوياء مرحين مستبشرين من أجل عدم الدخول لعالمه الذي يعتبره مظلما، ولكنه يقدم عملا نبيلا لبني جنسه لأنه يعرف قيمة الفرح ويعرف جبروت دولة الحزن ، إن مثل هذا الانسان لا يمكنه أن يسمى إنسانا شريرا بل انسانا عظيما لا يحب أن يفرح ليس لأنه يكره الفرح بل لأنه يعرف جيدا أن معظم البشر من بني جلدته يعانون معاناة شديدة وكلما ابتسم تذكر مثل هؤلاء الناس وهكذا تصبح ابتسامته مصدر حزنه دائما،أوليس هي العظمة التي يفقدها معظم البشر...َ؟ فعلا إننا نحتاج دروس مطولة جدا لتربية أنفسنا على اسعاد الأخرين ولو على حسابنا لأنه ليس المهم الفرح ،لكن المهم أن تتجسد في نفسك روح الانسانية التي لا يملكها إلا العظماء . لهذا كن انسانيا تكن عظيما....